- ماذا دار فى أهم لقاء بين الرئـيس ورجـال الأعـمال.. وما تفاصـيل الاجتماع الأكـبر من نوعه- لماذا عاهد القائ

كورونا,مصر,التنمية المستدامة,عامل,رجال,الأمن القومى المصرى,المخابرات العامة,إثيوبيا,المشروعات القومية,الأولى,المواطنة,الخارجية,الصناعة,محمود الشويخ,السيسى,الرئيس السيسى,الاستثمار,العشوائيات,مبادرة,الديمقراطية

الإثنين 29 أبريل 2024 - 02:38
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: " ثقة المنتصر   " كيف بنى السيسى "الجمهورية الجديدة"؟ 

محمود الشويخ - صورة أرشفية  الشورى
محمود الشويخ - صورة أرشفية

- ماذا دار فى أهم لقاء بين الرئـيس ورجـال الأعـمال؟.. وما تفاصـيل الاجتماع الأكـبر من نوعه؟

- لماذا عاهد "القائد" الشعب قائلا: "سأظل ابنًا لهذا الوطن عاملًا من أجله مخلصًا لإرادتكم"؟

- شفرة الحسم.. ما لم ينشر عن كواليس "الخط الأحمر" الجديد.. وأسرار الرعب فى إثيوبيا .

صدق هذا البطل فى كل ما قاله، وكل ما وعد به.. لم يخذل شعبه، ولم يكن فى لحظة من اللحظات من المترددين، بل أثبت فى كل خطوة وكل قرار وكل كلمة، بل وكل صمت، أنه بطل مغوار وقائد جسور لا يخشى فى الله لومة لائم، يضع مصر نصب عينيه، ولا يريد شيئا من الحياة سوى أن يرى رايتها وقد تجاوزت العلياء. 

وطنى ومخلص وشريف.. هذا هو الوصف الأدق للرئيس عبد الفتاح السيسى، ذلك الرجل الذى استطاع أن يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه الأجدر بقيادة مصر بل إنه ذلك القائد الذى كانت تنتظره البلاد منذ سنوات طويلة.

لقد أثار الرئيس فى قلوبنا جميعا الحنين إلى ذلك الحلم الكبير، وهو حلم الحياة الكريمة لكل مواطن فى مصر من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، فقد وقف بين أبنائه، فى المؤتمر الأول لإطلاق مشروع حياة كريمة، وقفة فخر وعزة تكيد الأعادى وكل من أوهم نفسه بأنه قادر على هزيمة الإرادة المصرية بوحدتها وصلابتها وقائدها الذى عاهد الله على أن يكون صاحب يد نظيفة، وعقل حالم يريد أن تكون بلاده فى مصاف الأمم، وها هى مصر الآن تقوم وتشتد لتقول: "أنا قد الدنيا".. كما قال ابنها البار.

إن كلمة الرئيس السيسى فى احتفالية إطلاق مشروع تنمية الريف المصرى "حياة كريمة" تستحق، بكل جدارة واستحقاق، أن توضع كوثيقة رسمية للجمهورية الجديدة، الجمهورية التى تستوعب الجميع ما دام الوطن هو الهدف والمبتغى.. وهى كلمة غلفتها "ثقة المنتصر" الذى ينام مستقرا هادئا وسط العواصف طالما كان الشعب إلى جانبه. 

هل أقول كلاما عاما بلا دليل؟

لا والله، لم يكن هذا عهدى معكم أبدا.. ولنقرأ معا كلمة الرئيس:

"بسم الله الرحمن الرحيم

شعب مصر العظيم..

أيها الشعب الأبى الكريم..

الحضور الكريم،

أقف متحدثًا إليكم فى لحظة يمتزج فى نفسى مزيج من السعادة والفخر السعادة بوجودى فى وسط رموز وممثلين من كافة فئات الشعب المصرى والفخر بما حققناه معا من انتصارات متتالية وإنجازات عظيمة تحققت بسواعد أبناء مصر وبدماء شهدائنا الأبرار.

إننى أجد نفسى الآن، وهى تفخر بما حققه المصريون وقد تعالت الصيحات فى ميادين مصر وفى شوارعها وقراها معبرة عن إرادة الأمة المصرية فى استعادة مصر ممن أرادوا انتهاك قدسية أرضها وسلبوا هويتها تدفعهم فى ذلك مفاهيم مغلوطة وأيديولوجيات متطرفة.  وأجدنى ومعى الجيش المصرى الذى شرفت بقيادته فى تلك اللحظات العصيبة من تاريخ الوطن وقد كان انحيازنا مطلقًا لإرادة هذا الشعب العظيم.

وعلى قدر ما كانت التحديات والصعوبات، التى واجهتنا جراء قرارنا شعبًا ودولة بأن نستعيد مصر من شرذمة البغى والضلال التى تتاجر بالوطن والدين بقدر ما كان العزم على خوض غمار التحدى وأن نحقق النصر المبين فى معركتى البقاء والبناء.

وحين لبيت نداءكم كانت ثقتى فى قدرات المصريين مطلقة ويقينى فى النصر بلا شك وزادى فى رحلة العمل على رأس فريق إنقاذ الوطن هو التجرد والإخلاص لم أخش غير الله ولم يكن لى هدف سوى الوطن ولم أسع سوى بالعمل.

ولقد كان يقينى صادقًا وثقتى فى محلها حيث أثبت هذا الشعب الباسل أن عبقريته مسألة راسخة فى مكنون شخصيته. واستلهمت الشخصية المصرية عراقتها وقوتها وجذورها الحضارية وراحت تثبت للعالم كله قدرتها على صناعة المجد.

لم تخش من اقتحام التحديات ولم تيأس بفعل آلات إعلامية تسعى لإحباط العزائم ولم يثنها إرهاب غاشم عن أهدافها. كانت التحديات كبيرة ولكنها أبدًا لم تكن أكبر أو أقوى من إرادتنا على مواجهتها والعبور بالوطن نحو آفاق المستقبل.

واجهنا موجة إرهاب عاتية سالت دماء أبنائنا من رجال الجيش المصرى العظيم والشرطة المصرية الباسلة. اقتحمنا مشكلات، وأزمات اقتصادية متراكمة على مدار عقود ببرنامج للإصلاح الاقتصادى كان بطله هو المواطن المصرى الذى تحمل آثاره المباشرة على حياته اليومية متفهما أهمية هذه الإجراءات لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة كما أعدنا معا بناء مؤسساتنا الوطنية الدستورية وقد تشكلت الغرف التشريعية الممثلة للشعب المصرى وعلى التوازى كان السباق مع الزمن لبناء مصر المستقبل وتعظيم قدراتها وأصولها فكانت المشروعات القومية الكبرى رمزًا يعبر عن إرادة المصريين فى البناء.

وما بين مدن جديدة، تتسع لكافة المصريين فى كل ربوع الوطن وإسكان اجتماعى يوفر المسكن الملائم لشبابنا وتطوير للمناطق الخطرة وغير الآمنة، للقضاء على العشوائيات وتحديث شامل لشبكة الطرق القومية وزيادة للرقعة الزراعية وصولًا اليوم إلى انطلاق مشروعنا الوطنى الأعظم لتنمية الريف المصرى "حياة كريمة" والذى نسعى من خلاله إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من "أربعة آلاف" قرية مستهدفين تحقيق تنمية مستدامة وتحسين جودة الحياة لحوالى ٥٨ مليون مواطن خلال السنوات الثلاث القادمة بموازنة تقارب الـ ٧٠٠ مليار جنيه أو يزيد.

وإننى إذ أعلن، انطلاق هذا المشروع الطموح مستعينا على تنفيذه بالله وبثقتى فى قدرات المصريين - دولةً وشعبًا فإننى أعتبره تدشينًا للجمهورية الجديدة، الجمهورية المصرية القائمة بثباتٍ ورسوخ على مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التى تمتلك القدرات الشاملة: عسكريًا، واقتصاديًا، وسياسيًا، واجتماعيًا وتعلى مفهـوم المواطنة وقبول الآخر وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية وتتطلع لتنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع المصرى قائمة على ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة والإنسانية.

كما تسعى لبناء الإنسان المصرى بناءً متكاملًا صحيًا وعقليًا وثقافيًا، إيمانًا بأن الإنسان المصرى هو كنز هذا الوطن وأيقونة انتصاره ومجده. فمصر القوية، الحديثة، المدنية، الديمقراطية هى التى تليق بالمصريين وتعبر عن إرادتهم وتناسب تطلعاتهم وتمثل تضحياتهم.

شعب مصر العظيم،

إننى أجدد معكم العهد وأصدقكم الوعد بأن نبدأ جمهوريتنا الجديدة المولودة من رحم ثورتكم العظيمة فى ٣٠ يونيو عازمين على المضى قدمًا نحو المزيد من العمل والبناء ممتلكين القدرة الشاملة مستمرين فى تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية داعمين المزيد من المساحات المشتركة بين أبناء الوطن موفرين كافة السبل لشبابنا لتحقيق مستقبل يليق بهم فى وطنهم العظيم.

كما أننى أود أن أعبر عن عظيم امتنانى للشعب المصرى العظيم على كل ما بذله من جهود وما قدمه من تضحيات لنقف اليوم آمنين مطمئنين سعيًا للبناء والتطوير والتنمية.

أتوجه بالشكر لرجال الجيش المصرى على ما قدموه وما يقدمونه من تضحيات لصون كرامة الوطن وحماية مقدراته، كما أتوجه بالتحية لرجال الشرطة المصرية الباسلة على دورهم المحفور بحروف من نور فى مواجهة الإرهاب الأسود، أشكر كل عامل بنى لمصر المجد وكل فلاح زرع لها الأمل وكل عالم أضاء لها النور، كما أتوجه بتحية خاصة للمرأة المصرية العظيمة التى كانت دومًا فى طليعة المسيرة الوطنية وفى صدارة التحدى.

السيدات والسادة.. الحضور الكريم،

إن مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليميًا ودوليًا بثوابت راسخة ومستقرة قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام وإعلاء قواعد القانون الدولى كما أن مصر أيضا قد أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا.

وفى سبيل تحقيق السلم والأمن على المستويين الإقليمى والدولى فإن المنهج الذى اتبعته مصر كان قائمًا على ممارسة أقصى درجات الحكمة والاستخدام الرشيد للقوة دون المساس بدوائر الأمن القومى المصرى على الحدين القريب والبعيد.

وأقول لكم بصدق، وأؤكد لكم بالحق: إن المساس بأمن مصر القومى خط أحمر ولا يمكن اجتيازه "شاء من شاء.. وأبى من أبى"، إن ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا يعنى بأى شكل من الأشكال السماح بالمساس بمقدرات هذا الوطن والذى لن نسمح لأى ما كان أن يقترب منه ولدينا فى سبيل الحفاظ عليه خيارات متعددة نقررها طبقًا للموقف وطبقًا للظروف.

شعب مصر.. الإخوة والأخوات،

إننى معكم على عهد ووعد أجددهما بين حين وآخر بأن أظل ابنًا لهذا الوطن عاملًا من أجله، متجردًا من الهوى ومخلصًا لإرادتكم واثقًا فى قدراتكم مؤمنًا بعزائمكم داعيًا الله بالتوفيق والسداد.

وكما كانت كلماتى معكم.. مخاطبًا وجدانكم من قبل حين قلت: "إن الأحلام لا تسقط بالتقادم" فاليوم أؤكد لكم: "إن الإيمان بالحلم يصيغ الحاضر ويصنع المستقبل".

وإن حلمى لوطنى كبير وعظيم مثل أحلامكم وعزيمتى فى تحقيقه لا تحيد مثل عزيمتكم فلنخلص أحلامنا لمصر ولنعمل من أجلها على الدوام دائمًا وأبدًا.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

ولقد سبق هذا الحفل العظيم اجتماع هام للرئيس مع مجموعة من رجال الأعمال المصريين المشاركين فى مبادرة "حياة كريمة"، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والسيد عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

الاجتماع شهد استعراض أهم مستهدفات المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى فى إطار مبادرة "حياة كريمة"، والذى يهدف إلى تحديث كافة جوانب الحياة لعدد ٤٥٨٤ قرية فى جميع المحافظات، تضم ٥٨٪؜ من إجمالى سكان مصر، وبتكلفة تقديرية حوالى ٧٠٠ مليار جنيه، وبالتركيز على الارتقاء بالمستوى الاجتماعى والصحى والتعليمى والاقتصادى والسكنى وكافة القطاعات الخدمية لتلك القرى، وكذلك القضاء على الفقر متعدد الأبعاد، بالإضافة إلى الاستثمار فى تنمية وبناء الإنسان المصرى بالمفهوم الشامل، وذلك بالتعاون والتنسيق بين كافة الجهات المتخصصة بالدولة، على نحو يتكامل مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وخلال الاجتماع أشار الرئيس إلى أن مشروع تطوير قرى الريف المصرى الذى يعد أضخم مشروع تنموى متكامل فى تاريخ مصر الحديث يأتى تحت مظلة تنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠، حيث يهدف إلى تطوير كافة جوانب تفاصيل الحياة فى الريف، وتحقيق جودة الخدمات واستقرارها للمواطنين، مشددا على أن الدولة عازمة على بذل أقصى جهد لإنهاء مراحل المشروع فى أقصر مدة زمنية ممكنة، وبالتحرك على نطاق واسع فى إطار من الجهد الجمعى المتكامل بين مؤسسات الدولة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدنى، وشركاء التنمية.

كما أكد الرئيس أن هذا المشروع يأتى بعد مرحلة زمنية مفصلية مرت بها مصر منذ عام ٢٠١٤ وحتى الآن، تم خلالها التركيز على تبنى إصلاحات اقتصادية هيكلية تعد الأشمل والأعمق فى تاريخ مصر، وكذلك التعامل الجذرى مع الكثير من المشاكل الاقتصادية المزمنة، مما أدى إلى توفير الموارد التى مكنت الدولة من إرساء قواعد قوية لبنية تحتية حديثة ومتكاملة وفرت مناخاً جاذباً للاستثمار والأعمال، فى إطار مخطط قومى شامل للتنمية تضمن إطلاق عدد كبير من المشروعات العملاقة التى أتاحت فرصاً واعدة ومجزية للاستثمار فى العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية، وذلك بعد نجاح الدولة فى تأمين احتياجاتها من الطاقة بمختلف أنواعها من أجل تلبية المتطلبات المتزايدة لقطاع الصناعة والاستثمار، وهى النتائج والنجاحات التى أثبتت صلابتها فى مواجهة اختبار جائحة كورونا. 

كما شدد الرئيس على أن تلك الجهود تمت بالتوازى مع اهتمام الدولة ببناء الإنسان المصرى من كافة الجوانب والاستثمار فى الموارد البشرية باعتبارها قاطرة التقدم إلى المستقبل الذى يليق بمصر.

وخلال الاجتماع أيضا تم استعراض محاور عمل المرحلة الأولى من المشروع التى تشمل ٥٢ مركزاً، بما فيها ١٥٠٠ قرية و ١٠٦١١ من تطوير البنية التحتية، وتحقيق التمكين الاقتصادى، وتعزيز التدخلات الاجتماعية وتنمية الإنسان، وتطوير القطاع  الصحى من مستشفيات ووحدات صحية ونقاط إسعاف، وكذلك قطاعات الكهرباء، والتعليم، والاتصالات، والصرف الصحى ومياه الشرب ومحطات المعالجة والتنقية والرى وتبطين الترع، والغاز الطبيعى، والطرق ومجمعات الخدمات الحكومية، والشباب والرياضة، والزراعة، وخدمات التضامن الاجتماعى من محو الأمية وتأهيل ذوى الهمم وتجهيز العرائس وتوفير سكن كريم، فضلاً عن التأهيل المهنى وإنشاء المجمعات الصناعية والزراعية وتدوير المخلفات وانشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر.

وقد أعرب الرئيس عن تقديره للحضور من رجال الأعمال على مساهماتهم وجهودهم المجتمعية فى مشروع "حياة كريمة" فى إطار تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، مشددا على أن هذا المشروع سيمثل نقلة نوعية كبيرة لمصر ويفتح آفاق الاعتماد على مستلزمات الإنتاج المحلية، ومن ثم تطوير قطاع الصناعة والأعمال الذى يعد بمثابة المستقبل التنموى لمصر.

إننا أمام عهد جديد بحق.. جمهورية ثانية يقودها رجل عظيم وبطل مصرى خالص ألقت به الأقدار الرحيمة لإنقاذ مصر من مصير أسود.